اجمع الكثيرون على أن العمل العميق Deepwork أحدث ثورة في إنتاجيتهم وحل لهم الكثير من التحديات المؤرقة التي طالما أشعرتهم بالذنب، مثل التيه في المشتتات والغرق في المهام البسيطة المستنزفة للوقت قليلة المردود. سنأخذ في هذا المقال جولة في كتاب “العمل العميق: قواعد لتحقيق نجاح مركز في عالم مشتت” لمؤلفه كال نيوبورت، نكتشف خلالها هذا المفهوم الثوري في منهجية العمل وكيف يمكن تطبيقه عمليًا في الحياة.

كال نيوبورت أستاذ مشارك في علوم الكمبيوتر في جامعة جورج تاون، اعتاد الكتابة عن العلاقة بين الثقافة والتكنولوجيا، له مؤلفات صنفت في قائمة أكثر الكتب مبيعًا من بينها هذا الكتاب، وحتى لحظة التأليف أكد أنه لا يملك حسابًا على أي من مواقع التواصل الاجتماعي، ويستقي الأخبار من إحدى الصحف المحلية والراديو، أما نافذته الوحيدة للقاء الجمهور فهي مدونته التي لا تتضمن حتى عنوانًا لبريده الإلكتروني، بعبارة أخرى كما يصف نفسه هو شخص صعب الوصول إليه.

ما الذي دفع كال نيوبورت إلى تأليف الكتاب؟

فكرة العمل العميق Deepwork هي فلسفة عمل طبقها نيوبورت منذ تخرجه من الكلية، ومكنته خلال عشر سنوات من الحصول على الدكتوراه، وتأليف 4 كتب، وكتابة العديد من الأبحاث الأكاديمية إلى أن عين أستاذًا في جامعة جورج تاون. هذه الإنتاجية الكثيفة لا تعني ساعات عمل طويلة، بل على العكس، نادرًا ما كان يعمل كال بعد الخامسة مساءًا، وأثبتت له تجربته أن العمل 3 أو 4 ساعات يوميًا بعمق وتركيز متواصل، ينجز الكثير من الأعمال القيمة.

بتخصيص 3 أو 4 ساعات يوميًا لمدة 10 سنوات للعمل العميق، استطاع المؤلف_

لا يستخدم نيوبورت الحاسوب مطلقًا بعد عودته من العمل إلى المنزل وحتى صباح اليوم التالي وبدء العمل من جديد، باستثناء أوقات كتابة تدويناته، ويستغل ساعات الفراغ الفسيحة هذه في قضاء الوقت مع زوجته، وأبنائه والقراءة. استهدف نيوبورت من تأليف الكتاب تسجيل ملامح العمل العميق وشرح الطرق التي سلكها لتطبيقه كمنهج حياة، إيمانًا منه بأن الحياة العميقة هي حياة جيدة.

وفقًا لنيوبورت فإن العمل العميق هو مهام العمل التي تؤديها في حالة من التركيز الخالي من التشتيت تستفيد من قدراتك الذهنية إلى أقصى درجة مثل التخطيط، والتأليف والبرمجة، يصنع العمل بهذه الطريقة قيمة جديدة ويحسن مهاراتك.

على النقيض من العمل العميق Deepwork، يأتي العمل السطحى Shallow work وهي المهام التي لا تحتاج إلى مجهود ذهني حاد أو تركيز شديد، ولا تضيف قيمة جديدة، مثل ملء جداول البيانات وتصفح البريد الإلكتروني.

العمل العميق VS العمل السطحي

كيف تبدأ تنفيذ العمل العميق في حياتك؟

يحتاج تطبيق منهجية العميق إلى معرفة باستراتيجياته لاختيار الاستراتيجية المثلى، إلى جانب بناء روتين يومي ثابت. فيما يلي تفاصيل كل خطوة من الخطوتين اللتين ستأخذ بيدك للبدء في العمل بعمق:

الخطوة الأولى: اختر استراتيجية العمل العميق المناسبة

توجد 4 أنماط من العمل العميق Deepwork يمثل كل منها استراتيجية للبدء، ولكل منها مزايا وعيوب، ولك حرية اختيار أي استراتيجية مناسبة لعملك وحياتك بعد التجربة العملية. الاستراتيجيات الأربعة هي:

  • الرهبانية: تكرس هذه الاستراتيجية جميع ساعات العمل للتركيز عالي المستوى على مهمة واحدة، وهي الاستراتيجية الأعلى كفاءة من بين باقي الاستراتيجيات، ولا تنطوي على أي تبديل بين المهام، والرد الوحيد على أي مهام أخرى قد تطرأ هو بالرفض. يعيب هذه الاستراتيجية أنها غير عملية للأفراد الذين تتطلب وظيفتهم أداء أنواع مختلفة من المهام.
  • الثنائية: تفسح هذه الاستراتيجية مساحة للأنشطة الحياتية الأخرى المهمة والسطحية إلى جانب مساحة للعمل بعمق على المهام المطلوبة، لذلك فهي تحتاج إلى حسن تنظيم بحيث يُخصص وقتًا بشكل مسبق لكل نوع من المهام على حدة، سواء كان هذا الوقت عدد من الأيام أو الشهور، مثال: يجمع أستاذ الجامعة دوراته التدريبية في فصل دراسي واحد، بينما يركز في الفصل الدراسي الآخر على العمل الأكاديمي العميق.
  • الإيقاعية: تفيد هذه الاستراتيجية الأفراد ذوي الجدول اليومي الثابت الذين يسهل عليهم توقع الوتيرة الثابتة التي تمضي بها معظم أيام الأسبوع، وفقًا للاستراتيجية، ستخصص عدة ساعات كل يوم للعمل العميق، وتترك باقي ساعات اليوم للعمل السطحية.
  • الصحفية: هي الخيار الأفضل للأفراد دائمي التنقل ممن تفتقر حياتهم إلى الانتظام بنسبة كبيرة أو مطلقة، حيث تمثل الحل الوحيد لاقتناص ساعات وربما دقائق في اليوم وتخصيصها للعمل العميق، وتتأسس على الملاحظة المستمرة لأحداث اليوم وتحين الفرص المناسبة عندما تكون الأجواء مواتية للعمل بعمق، لكن يعيب هذه الاستراتيجية أنها عسيرة التطبيق على المبتدئين.

الخطوة الثانية: ابنِ روتين العمل العميق

روتين العمل العميق

يحتاج Deepwork إلى روتين ثابت يتضمن طقوسًا معينة تجتمع قبل بدء العمل بعمق، وتنبه العقل بأنه قد حان وقت التركيز، يتكون الروتين من هذه العناصر:

  • المكان: اختر مكانًا خاليًا من المشتتات لفترة طويلة، مثلًا بعيدًا عن غرفة الاجتماعات أو التلفاز، وفي حال عدم توفر هذا المكان، ارتدِ سماعات الرأس من النوع العازل للضوضاء.
  • المدة: حدد المدة الزمنية التي ستعمل خلالها بعمق قبل البدء، ابدأ بفترات قصيرة حوالي 15 دقيقة، ثم أطل مدة الجلوس مع انتظامك في العمل بعمق لعدة أيام، تمثل هذه الطريقة تمرينًا لعضلات العمل العميق بحيث تصبح أكثر قوة مع مرور الوقت.
  • النظام: ضع إطارًا لنظام العمل العميق الخاص بك وقواعد ثابتة له، مثلًا، كم ملفًا تنوي الانتهاء من مراجعتهم، أو عدد الكلمات التي ينبغي أن تكتبها، بالإضافة إلى تحديد هل سيكون جوالك مغلقًا أم لا؟
  • متطلبات أخرى: ستعرف هذه المتطلبات بعد فترة من ممارسة العمل العميق، إذ ستصل إلى أفضل المحفزات التي تساعدك على التركيز، مثل مشروب مفضل، أو الاستماع إلى أصوات الطبيعة ..إلخ.

كيف تتعرف على المشتتات التي تسبب لك ضعف التركيز وقلة الإنجاز؟

يلخص المؤلف مشتتات العصر الحالي في نوعين، غالبًا ما نقع في فخ أحدهما أو الاثنين معًا وهو ما يجعل ساعات العمل العميق أقل جودة وفعالية، هذه المشتتات هي مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الترفيه، ووضع المؤلف حلولًا للتخلص من قيود هذين النوعين من المشتتات، تضمنت الآتي:

  1. توقف عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي

يقترح الكتاب أن تغلق جميع حسابات الاجتماعية لمدة ثلاثين يومًا، بما في ذلك حذف تطبيقاتها من الجوال، مثل تويتر، وانستقرام، وسناب شات، وتيك توك ..إلخ، ثم قيّم تجربة التوقف بالإجابة عن هذه الأسئلة:

  • هل كان سيحدث فارق إيجابي ملحوظ خلال الشهر الماضي لو لم أتوقف عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي؟
  • هل اهتم أحد بغيابي عن هذه المواقع؟

أعد تقييم احتياجك للحسابات الاجتماعية في ضوء هذه الأسئلة، لتتأكد أي منها دعائم أساسية في حياتك وأيها تسلية فارغة فقط.

  1. ابحث عن الترفيه بعيدًا عن الإنترنت

اعتاد الناس قضاء أوقات الفراغ والترفيه على الإنترنت، لتصفح مواقع الأخبار ومشاهدة الفيديوهات وأنواع المحتوى المختلفة، وقد صممت هذه الوسائل الترفيهية بحيث تسرق الاهتمام والوقت بشراهة ودون أي وعي، فمن خبر لآخر ومن مسلسل لآخر ..إلخ، كما أن لها نفس التأثير السام في تقليل كفاءة العمل العميق في الساعات أو اليوم التاليين.

لذلك ينصح الكتاب بضرورة التخطيط المسبق لكيفية قضاء أوقات الراحة والفراغ، مثلًا بإعداد قائمة من الكتب لقرائتها، أو ممارسة الرياضة ..إلخ.

5 نصائح مهمة من كتاب العمل العميق Deepwork لمساعدتك في زيادة التركيز والإنجاز

5 نصائح من كتاب العمل العميق

فيما يلي مجموعة من أهم النصائح التي أوردها الكاتب لمساعدتك على توفير الوقت والذهنية الصافية للوصول إلى حالة العمل العميق:

اجعل التركيز هو الحالة الذهنية الافتراضية

حدد وقت معين مسبقًا لاستخدام الإنترنت واعتزله لباقي اليوم حتى بعد العودة إلى المنزل، بحيث تكون الحالة الذهنية الافتراضية لك هي البقاء حاضرًا ومركزًا بعيدًا عن تشتيت الإنترنت. لمساعدتك على حصار الإنترنت في يومك، احرص على ما يلي:

  • اختر المدة الزمنية التي ستخصصها للرد على الرسائل بدلًا من فحص تطبيقات المراسلة والبريد الإلكتروني كل بضع دقائق.
  • قاوم رغبتك في استخدام الإنترنت بحجة متابعة أمر ما أو غيره، واستمر في العمل العميق أو مارس نشاط آخر بعيد عن الإنترنت.
  • احظر مواقع الويب المشتتة لانتباهك باستخدام أحد أدوات حظر المواقع.

 صنّف المهام إلى عميق وسطحي

المهمة التي تحتاج إلى اهتمام مركز أو تدريب وتعليم متخصص أو تضيف قيمة مهمة أو يصعب تكرارها، هي من نوعية المهام العميقة، التي تحتاج إلى أن تفرغ  لها وقتًا واهتمامًا بدرجة أعلى، أما المهام الأخرى التي لا تستوفي أيًا من هذه الشروط، مثل فحص البريد الإلكتروني، وملء جدول البيانات، والرد على رسالة في سلاك، فهي مهام سطحية ضعها في ذيل أولويات التركيز واحرص على تقليلها، واحتوائها أو تفويضها للغير قدر الإمكان.

ضع إطارًا زمنيًا ضيقًا

عشنا هذه التجربة مرة أو أكثر من قبل سواء في الدراسة أو العمل وثبت نجاحها، كأن تضطر إلى الانتهاء من تقديم بحث قبل تسليمه بيوم واحد فقط، أو إنجاز مشروع قبل موعد تسليمه ببضع ساعات. تقوم هذه النصيحة على فرضية أن ضيق الوقت ودخول سباق مع الزمن يضطر المخ إلى التركيز العميق واستخدام قدراته بأعلى كفاءة لإنهاء المهمة المطلوبة.

لذلك ضع إطارًا زمنيًا أضيق من المعتاد لمهام العمل، فمثلًا المهمة التي اعتدت إنجازها في 4 ساعات، خصص لها ساعتين أو ثلاثة فقط. اختر مدة ليست مستحيلة مرة واحدة أسبوعيًا، ثم قلل المدة مع مرور الوقت وكررها أكثر من مرة في الأسبوع، إذ تعمل هذه الطريقة بمثابة تدريب لمراكز الانتباه في المخ على تكثيف قدراتها.

درّب ذهنك على التفكير بعمق

يتصور البعض أن استغلال كل دقيقة من اليوم هي الطريقة المثلى للاستفادة من اليوم، إلا أن المؤلف يرى ضرورة أن نخصص وقتًا لتفريغ عقلنا من أجل التفكير، فمثلًا بدلًا من الاستماع إلى حلقة بودكاست أثناء قيادة السيارة، أفسح المجال لعقلك لكي يفكر بحرية فيما يشاء دون توجيه للتركيز في عمل ذهني معين.

على سبيل المثال، خصص مرتين أو ثلاثة أسبوعيًا من أوقاتك للتفكير المثمر في مشكلة صعبة والتأمل في كيفية حلها، يساعد هذا التمرين عقلك على تحسين قدرته على التفكير العميق ويركز انتباهه على شيء واحد بصفاء ذهن.

تقبل الملل

الملل هو قرين أي عمل مفيد أو علم نافع، ومهارة قبوله والصبر عليه من أهم المهارات التي يمتلكها الناجحين والرواد، وما من شك في أن الشعور بالملل سيهاجمك أكثر من مرة كلما هممت بالعمل بعمق، لذلك قاوم هذا الشعور واصبر واستمر في العمل، وستتحسن قدرتك على التركيز والمثابرة مع الاستمرار والمداومة.

فكر في أن الملل هو دواء الكبار، أما الصغار فهم يبحثون عن التسلية والمتعة سواء في التعلم أو الطعام أو الرياضة ..إلخ، ثق بأن مقاومتك للشعور بالملل ستجني منها درجة عالية من التركيز والانغماس وبالتالي مزيد من الإنجاز.

في ختام الحديث عن الكتاب، بقي أن نشير إلى أن النجاح في عالم اليوم يتناسب طرديًا مع تحسين الإنتاجية وبالتالي القدرة على تنفيذ العمل العميق Deepwork في الحياة والعمل، تطرقنا إلى أبرز الاستراتيجيات والنصائح، والآن جاء دورك لدمجها في روتين حياتك اليومي.

بيزات منصة متكاملة لإدارة الموارد البشرية ومسير الرواتب في السعودية

تمكنك منصة بيزات من أتمتة إدارة الموارد البشرية ومسير الرواتب، من الترحيب بالموظفين وحتى احتساب نهاية الخدمة؛ وتقدم لموظفيك تجربة استثنائية بمعايير عالمية.

جدول المحتويات

تقدِّم منصة بيزات حلولًا فعالة وجاهزة لمديري الموارد البشرية

تمكنك منصة بيزات من أتمتة إدارة الموارد البشرية ومسير الرواتب، من الترحيب بالموظفين وحتى احتساب نهاية الخدمة؛ وتقدم لموظفيك تجربة استثنائية بمعايير عالمية.

اجمع الكثيرون على أن العمل العميق Deepwork أحدث ثورة في إنتاجيتهم وحل لهم الكثير من التحديات المؤرقة التي طالما أشعرتهم بالذنب، مثل التيه في المشتتات والغرق في المهام البسيطة المستنزفة للوقت قليلة المردود. سنأخذ في هذا المقال جولة في كتاب “العمل العميق: قواعد لتحقيق نجاح مركز في عالم مشتت” لمؤلفه كال نيوبورت، نكتشف خلالها هذا المفهوم الثوري في منهجية العمل وكيف يمكن تطبيقه عمليًا في الحياة.

كال نيوبورت أستاذ مشارك في علوم الكمبيوتر في جامعة جورج تاون، اعتاد الكتابة عن العلاقة بين الثقافة والتكنولوجيا، له مؤلفات صنفت في قائمة أكثر الكتب مبيعًا من بينها هذا الكتاب، وحتى لحظة التأليف أكد أنه لا يملك حسابًا على أي من مواقع التواصل الاجتماعي، ويستقي الأخبار من إحدى الصحف المحلية والراديو، أما نافذته الوحيدة للقاء الجمهور فهي مدونته التي لا تتضمن حتى عنوانًا لبريده الإلكتروني، بعبارة أخرى كما يصف نفسه هو شخص صعب الوصول إليه.

ما الذي دفع كال نيوبورت إلى تأليف الكتاب؟

فكرة العمل العميق Deepwork هي فلسفة عمل طبقها نيوبورت منذ تخرجه من الكلية، ومكنته خلال عشر سنوات من الحصول على الدكتوراه، وتأليف 4 كتب، وكتابة العديد من الأبحاث الأكاديمية إلى أن عين أستاذًا في جامعة جورج تاون. هذه الإنتاجية الكثيفة لا تعني ساعات عمل طويلة، بل على العكس، نادرًا ما كان يعمل كال بعد الخامسة مساءًا، وأثبتت له تجربته أن العمل 3 أو 4 ساعات يوميًا بعمق وتركيز متواصل، ينجز الكثير من الأعمال القيمة.

بتخصيص 3 أو 4 ساعات يوميًا لمدة 10 سنوات للعمل العميق، استطاع المؤلف_

لا يستخدم نيوبورت الحاسوب مطلقًا بعد عودته من العمل إلى المنزل وحتى صباح اليوم التالي وبدء العمل من جديد، باستثناء أوقات كتابة تدويناته، ويستغل ساعات الفراغ الفسيحة هذه في قضاء الوقت مع زوجته، وأبنائه والقراءة. استهدف نيوبورت من تأليف الكتاب تسجيل ملامح العمل العميق وشرح الطرق التي سلكها لتطبيقه كمنهج حياة، إيمانًا منه بأن الحياة العميقة هي حياة جيدة.

وفقًا لنيوبورت فإن العمل العميق هو مهام العمل التي تؤديها في حالة من التركيز الخالي من التشتيت تستفيد من قدراتك الذهنية إلى أقصى درجة مثل التخطيط، والتأليف والبرمجة، يصنع العمل بهذه الطريقة قيمة جديدة ويحسن مهاراتك.

على النقيض من العمل العميق Deepwork، يأتي العمل السطحى Shallow work وهي المهام التي لا تحتاج إلى مجهود ذهني حاد أو تركيز شديد، ولا تضيف قيمة جديدة، مثل ملء جداول البيانات وتصفح البريد الإلكتروني.

العمل العميق VS العمل السطحي

كيف تبدأ تنفيذ العمل العميق في حياتك؟

يحتاج تطبيق منهجية العميق إلى معرفة باستراتيجياته لاختيار الاستراتيجية المثلى، إلى جانب بناء روتين يومي ثابت. فيما يلي تفاصيل كل خطوة من الخطوتين اللتين ستأخذ بيدك للبدء في العمل بعمق:

الخطوة الأولى: اختر استراتيجية العمل العميق المناسبة

توجد 4 أنماط من العمل العميق Deepwork يمثل كل منها استراتيجية للبدء، ولكل منها مزايا وعيوب، ولك حرية اختيار أي استراتيجية مناسبة لعملك وحياتك بعد التجربة العملية. الاستراتيجيات الأربعة هي:

  • الرهبانية: تكرس هذه الاستراتيجية جميع ساعات العمل للتركيز عالي المستوى على مهمة واحدة، وهي الاستراتيجية الأعلى كفاءة من بين باقي الاستراتيجيات، ولا تنطوي على أي تبديل بين المهام، والرد الوحيد على أي مهام أخرى قد تطرأ هو بالرفض. يعيب هذه الاستراتيجية أنها غير عملية للأفراد الذين تتطلب وظيفتهم أداء أنواع مختلفة من المهام.
  • الثنائية: تفسح هذه الاستراتيجية مساحة للأنشطة الحياتية الأخرى المهمة والسطحية إلى جانب مساحة للعمل بعمق على المهام المطلوبة، لذلك فهي تحتاج إلى حسن تنظيم بحيث يُخصص وقتًا بشكل مسبق لكل نوع من المهام على حدة، سواء كان هذا الوقت عدد من الأيام أو الشهور، مثال: يجمع أستاذ الجامعة دوراته التدريبية في فصل دراسي واحد، بينما يركز في الفصل الدراسي الآخر على العمل الأكاديمي العميق.
  • الإيقاعية: تفيد هذه الاستراتيجية الأفراد ذوي الجدول اليومي الثابت الذين يسهل عليهم توقع الوتيرة الثابتة التي تمضي بها معظم أيام الأسبوع، وفقًا للاستراتيجية، ستخصص عدة ساعات كل يوم للعمل العميق، وتترك باقي ساعات اليوم للعمل السطحية.
  • الصحفية: هي الخيار الأفضل للأفراد دائمي التنقل ممن تفتقر حياتهم إلى الانتظام بنسبة كبيرة أو مطلقة، حيث تمثل الحل الوحيد لاقتناص ساعات وربما دقائق في اليوم وتخصيصها للعمل العميق، وتتأسس على الملاحظة المستمرة لأحداث اليوم وتحين الفرص المناسبة عندما تكون الأجواء مواتية للعمل بعمق، لكن يعيب هذه الاستراتيجية أنها عسيرة التطبيق على المبتدئين.

الخطوة الثانية: ابنِ روتين العمل العميق

روتين العمل العميق

يحتاج Deepwork إلى روتين ثابت يتضمن طقوسًا معينة تجتمع قبل بدء العمل بعمق، وتنبه العقل بأنه قد حان وقت التركيز، يتكون الروتين من هذه العناصر:

  • المكان: اختر مكانًا خاليًا من المشتتات لفترة طويلة، مثلًا بعيدًا عن غرفة الاجتماعات أو التلفاز، وفي حال عدم توفر هذا المكان، ارتدِ سماعات الرأس من النوع العازل للضوضاء.
  • المدة: حدد المدة الزمنية التي ستعمل خلالها بعمق قبل البدء، ابدأ بفترات قصيرة حوالي 15 دقيقة، ثم أطل مدة الجلوس مع انتظامك في العمل بعمق لعدة أيام، تمثل هذه الطريقة تمرينًا لعضلات العمل العميق بحيث تصبح أكثر قوة مع مرور الوقت.
  • النظام: ضع إطارًا لنظام العمل العميق الخاص بك وقواعد ثابتة له، مثلًا، كم ملفًا تنوي الانتهاء من مراجعتهم، أو عدد الكلمات التي ينبغي أن تكتبها، بالإضافة إلى تحديد هل سيكون جوالك مغلقًا أم لا؟
  • متطلبات أخرى: ستعرف هذه المتطلبات بعد فترة من ممارسة العمل العميق، إذ ستصل إلى أفضل المحفزات التي تساعدك على التركيز، مثل مشروب مفضل، أو الاستماع إلى أصوات الطبيعة ..إلخ.

كيف تتعرف على المشتتات التي تسبب لك ضعف التركيز وقلة الإنجاز؟

يلخص المؤلف مشتتات العصر الحالي في نوعين، غالبًا ما نقع في فخ أحدهما أو الاثنين معًا وهو ما يجعل ساعات العمل العميق أقل جودة وفعالية، هذه المشتتات هي مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الترفيه، ووضع المؤلف حلولًا للتخلص من قيود هذين النوعين من المشتتات، تضمنت الآتي:

  1. توقف عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي

يقترح الكتاب أن تغلق جميع حسابات الاجتماعية لمدة ثلاثين يومًا، بما في ذلك حذف تطبيقاتها من الجوال، مثل تويتر، وانستقرام، وسناب شات، وتيك توك ..إلخ، ثم قيّم تجربة التوقف بالإجابة عن هذه الأسئلة:

  • هل كان سيحدث فارق إيجابي ملحوظ خلال الشهر الماضي لو لم أتوقف عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي؟
  • هل اهتم أحد بغيابي عن هذه المواقع؟

أعد تقييم احتياجك للحسابات الاجتماعية في ضوء هذه الأسئلة، لتتأكد أي منها دعائم أساسية في حياتك وأيها تسلية فارغة فقط.

  1. ابحث عن الترفيه بعيدًا عن الإنترنت

اعتاد الناس قضاء أوقات الفراغ والترفيه على الإنترنت، لتصفح مواقع الأخبار ومشاهدة الفيديوهات وأنواع المحتوى المختلفة، وقد صممت هذه الوسائل الترفيهية بحيث تسرق الاهتمام والوقت بشراهة ودون أي وعي، فمن خبر لآخر ومن مسلسل لآخر ..إلخ، كما أن لها نفس التأثير السام في تقليل كفاءة العمل العميق في الساعات أو اليوم التاليين.

لذلك ينصح الكتاب بضرورة التخطيط المسبق لكيفية قضاء أوقات الراحة والفراغ، مثلًا بإعداد قائمة من الكتب لقرائتها، أو ممارسة الرياضة ..إلخ.

5 نصائح مهمة من كتاب العمل العميق Deepwork لمساعدتك في زيادة التركيز والإنجاز

5 نصائح من كتاب العمل العميق

فيما يلي مجموعة من أهم النصائح التي أوردها الكاتب لمساعدتك على توفير الوقت والذهنية الصافية للوصول إلى حالة العمل العميق:

اجعل التركيز هو الحالة الذهنية الافتراضية

حدد وقت معين مسبقًا لاستخدام الإنترنت واعتزله لباقي اليوم حتى بعد العودة إلى المنزل، بحيث تكون الحالة الذهنية الافتراضية لك هي البقاء حاضرًا ومركزًا بعيدًا عن تشتيت الإنترنت. لمساعدتك على حصار الإنترنت في يومك، احرص على ما يلي:

  • اختر المدة الزمنية التي ستخصصها للرد على الرسائل بدلًا من فحص تطبيقات المراسلة والبريد الإلكتروني كل بضع دقائق.
  • قاوم رغبتك في استخدام الإنترنت بحجة متابعة أمر ما أو غيره، واستمر في العمل العميق أو مارس نشاط آخر بعيد عن الإنترنت.
  • احظر مواقع الويب المشتتة لانتباهك باستخدام أحد أدوات حظر المواقع.

 صنّف المهام إلى عميق وسطحي

المهمة التي تحتاج إلى اهتمام مركز أو تدريب وتعليم متخصص أو تضيف قيمة مهمة أو يصعب تكرارها، هي من نوعية المهام العميقة، التي تحتاج إلى أن تفرغ  لها وقتًا واهتمامًا بدرجة أعلى، أما المهام الأخرى التي لا تستوفي أيًا من هذه الشروط، مثل فحص البريد الإلكتروني، وملء جدول البيانات، والرد على رسالة في سلاك، فهي مهام سطحية ضعها في ذيل أولويات التركيز واحرص على تقليلها، واحتوائها أو تفويضها للغير قدر الإمكان.

ضع إطارًا زمنيًا ضيقًا

عشنا هذه التجربة مرة أو أكثر من قبل سواء في الدراسة أو العمل وثبت نجاحها، كأن تضطر إلى الانتهاء من تقديم بحث قبل تسليمه بيوم واحد فقط، أو إنجاز مشروع قبل موعد تسليمه ببضع ساعات. تقوم هذه النصيحة على فرضية أن ضيق الوقت ودخول سباق مع الزمن يضطر المخ إلى التركيز العميق واستخدام قدراته بأعلى كفاءة لإنهاء المهمة المطلوبة.

لذلك ضع إطارًا زمنيًا أضيق من المعتاد لمهام العمل، فمثلًا المهمة التي اعتدت إنجازها في 4 ساعات، خصص لها ساعتين أو ثلاثة فقط. اختر مدة ليست مستحيلة مرة واحدة أسبوعيًا، ثم قلل المدة مع مرور الوقت وكررها أكثر من مرة في الأسبوع، إذ تعمل هذه الطريقة بمثابة تدريب لمراكز الانتباه في المخ على تكثيف قدراتها.

درّب ذهنك على التفكير بعمق

يتصور البعض أن استغلال كل دقيقة من اليوم هي الطريقة المثلى للاستفادة من اليوم، إلا أن المؤلف يرى ضرورة أن نخصص وقتًا لتفريغ عقلنا من أجل التفكير، فمثلًا بدلًا من الاستماع إلى حلقة بودكاست أثناء قيادة السيارة، أفسح المجال لعقلك لكي يفكر بحرية فيما يشاء دون توجيه للتركيز في عمل ذهني معين.

على سبيل المثال، خصص مرتين أو ثلاثة أسبوعيًا من أوقاتك للتفكير المثمر في مشكلة صعبة والتأمل في كيفية حلها، يساعد هذا التمرين عقلك على تحسين قدرته على التفكير العميق ويركز انتباهه على شيء واحد بصفاء ذهن.

تقبل الملل

الملل هو قرين أي عمل مفيد أو علم نافع، ومهارة قبوله والصبر عليه من أهم المهارات التي يمتلكها الناجحين والرواد، وما من شك في أن الشعور بالملل سيهاجمك أكثر من مرة كلما هممت بالعمل بعمق، لذلك قاوم هذا الشعور واصبر واستمر في العمل، وستتحسن قدرتك على التركيز والمثابرة مع الاستمرار والمداومة.

فكر في أن الملل هو دواء الكبار، أما الصغار فهم يبحثون عن التسلية والمتعة سواء في التعلم أو الطعام أو الرياضة ..إلخ، ثق بأن مقاومتك للشعور بالملل ستجني منها درجة عالية من التركيز والانغماس وبالتالي مزيد من الإنجاز.

في ختام الحديث عن الكتاب، بقي أن نشير إلى أن النجاح في عالم اليوم يتناسب طرديًا مع تحسين الإنتاجية وبالتالي القدرة على تنفيذ العمل العميق Deepwork في الحياة والعمل، تطرقنا إلى أبرز الاستراتيجيات والنصائح، والآن جاء دورك لدمجها في روتين حياتك اليومي.

تقدِّم منصة بيزات حلولًا فعالة وجاهزة لمديري الموارد البشرية

تمكنك منصة بيزات من أتمتة إدارة الموارد البشرية ومسير الرواتب، من الترحيب بالموظفين وحتى احتساب نهاية الخدمة؛ وتقدم لموظفيك تجربة استثنائية بمعايير عالمية.

تقدِّم منصة بيزات حلولًا فعالة وجاهزة لمديري الموارد البشرية

تمكنك منصة بيزات من أتمتة إدارة الموارد البشرية ومسير الرواتب، من الترحيب بالموظفين وحتى احتساب نهاية الخدمة؛ وتقدم لموظفيك تجربة استثنائية بمعايير عالمية.

اجمع الكثيرون على أن العمل العميق Deepwork أحدث ثورة في إنتاجيتهم وحل لهم الكثير من التحديات المؤرقة التي طالما أشعرتهم بالذنب، مثل التيه في المشتتات والغرق في المهام البسيطة المستنزفة للوقت قليلة المردود. سنأخذ في هذا المقال جولة في كتاب “العمل العميق: قواعد لتحقيق نجاح مركز في عالم مشتت” لمؤلفه كال نيوبورت، نكتشف خلالها هذا المفهوم الثوري في منهجية العمل وكيف يمكن تطبيقه عمليًا في الحياة.

كال نيوبورت أستاذ مشارك في علوم الكمبيوتر في جامعة جورج تاون، اعتاد الكتابة عن العلاقة بين الثقافة والتكنولوجيا، له مؤلفات صنفت في قائمة أكثر الكتب مبيعًا من بينها هذا الكتاب، وحتى لحظة التأليف أكد أنه لا يملك حسابًا على أي من مواقع التواصل الاجتماعي، ويستقي الأخبار من إحدى الصحف المحلية والراديو، أما نافذته الوحيدة للقاء الجمهور فهي مدونته التي لا تتضمن حتى عنوانًا لبريده الإلكتروني، بعبارة أخرى كما يصف نفسه هو شخص صعب الوصول إليه.

ما الذي دفع كال نيوبورت إلى تأليف الكتاب؟

فكرة العمل العميق Deepwork هي فلسفة عمل طبقها نيوبورت منذ تخرجه من الكلية، ومكنته خلال عشر سنوات من الحصول على الدكتوراه، وتأليف 4 كتب، وكتابة العديد من الأبحاث الأكاديمية إلى أن عين أستاذًا في جامعة جورج تاون. هذه الإنتاجية الكثيفة لا تعني ساعات عمل طويلة، بل على العكس، نادرًا ما كان يعمل كال بعد الخامسة مساءًا، وأثبتت له تجربته أن العمل 3 أو 4 ساعات يوميًا بعمق وتركيز متواصل، ينجز الكثير من الأعمال القيمة.

بتخصيص 3 أو 4 ساعات يوميًا لمدة 10 سنوات للعمل العميق، استطاع المؤلف_

لا يستخدم نيوبورت الحاسوب مطلقًا بعد عودته من العمل إلى المنزل وحتى صباح اليوم التالي وبدء العمل من جديد، باستثناء أوقات كتابة تدويناته، ويستغل ساعات الفراغ الفسيحة هذه في قضاء الوقت مع زوجته، وأبنائه والقراءة. استهدف نيوبورت من تأليف الكتاب تسجيل ملامح العمل العميق وشرح الطرق التي سلكها لتطبيقه كمنهج حياة، إيمانًا منه بأن الحياة العميقة هي حياة جيدة.

وفقًا لنيوبورت فإن العمل العميق هو مهام العمل التي تؤديها في حالة من التركيز الخالي من التشتيت تستفيد من قدراتك الذهنية إلى أقصى درجة مثل التخطيط، والتأليف والبرمجة، يصنع العمل بهذه الطريقة قيمة جديدة ويحسن مهاراتك.

على النقيض من العمل العميق Deepwork، يأتي العمل السطحى Shallow work وهي المهام التي لا تحتاج إلى مجهود ذهني حاد أو تركيز شديد، ولا تضيف قيمة جديدة، مثل ملء جداول البيانات وتصفح البريد الإلكتروني.

العمل العميق VS العمل السطحي

كيف تبدأ تنفيذ العمل العميق في حياتك؟

يحتاج تطبيق منهجية العميق إلى معرفة باستراتيجياته لاختيار الاستراتيجية المثلى، إلى جانب بناء روتين يومي ثابت. فيما يلي تفاصيل كل خطوة من الخطوتين اللتين ستأخذ بيدك للبدء في العمل بعمق:

الخطوة الأولى: اختر استراتيجية العمل العميق المناسبة

توجد 4 أنماط من العمل العميق Deepwork يمثل كل منها استراتيجية للبدء، ولكل منها مزايا وعيوب، ولك حرية اختيار أي استراتيجية مناسبة لعملك وحياتك بعد التجربة العملية. الاستراتيجيات الأربعة هي:

  • الرهبانية: تكرس هذه الاستراتيجية جميع ساعات العمل للتركيز عالي المستوى على مهمة واحدة، وهي الاستراتيجية الأعلى كفاءة من بين باقي الاستراتيجيات، ولا تنطوي على أي تبديل بين المهام، والرد الوحيد على أي مهام أخرى قد تطرأ هو بالرفض. يعيب هذه الاستراتيجية أنها غير عملية للأفراد الذين تتطلب وظيفتهم أداء أنواع مختلفة من المهام.
  • الثنائية: تفسح هذه الاستراتيجية مساحة للأنشطة الحياتية الأخرى المهمة والسطحية إلى جانب مساحة للعمل بعمق على المهام المطلوبة، لذلك فهي تحتاج إلى حسن تنظيم بحيث يُخصص وقتًا بشكل مسبق لكل نوع من المهام على حدة، سواء كان هذا الوقت عدد من الأيام أو الشهور، مثال: يجمع أستاذ الجامعة دوراته التدريبية في فصل دراسي واحد، بينما يركز في الفصل الدراسي الآخر على العمل الأكاديمي العميق.
  • الإيقاعية: تفيد هذه الاستراتيجية الأفراد ذوي الجدول اليومي الثابت الذين يسهل عليهم توقع الوتيرة الثابتة التي تمضي بها معظم أيام الأسبوع، وفقًا للاستراتيجية، ستخصص عدة ساعات كل يوم للعمل العميق، وتترك باقي ساعات اليوم للعمل السطحية.
  • الصحفية: هي الخيار الأفضل للأفراد دائمي التنقل ممن تفتقر حياتهم إلى الانتظام بنسبة كبيرة أو مطلقة، حيث تمثل الحل الوحيد لاقتناص ساعات وربما دقائق في اليوم وتخصيصها للعمل العميق، وتتأسس على الملاحظة المستمرة لأحداث اليوم وتحين الفرص المناسبة عندما تكون الأجواء مواتية للعمل بعمق، لكن يعيب هذه الاستراتيجية أنها عسيرة التطبيق على المبتدئين.

الخطوة الثانية: ابنِ روتين العمل العميق

روتين العمل العميق

يحتاج Deepwork إلى روتين ثابت يتضمن طقوسًا معينة تجتمع قبل بدء العمل بعمق، وتنبه العقل بأنه قد حان وقت التركيز، يتكون الروتين من هذه العناصر:

  • المكان: اختر مكانًا خاليًا من المشتتات لفترة طويلة، مثلًا بعيدًا عن غرفة الاجتماعات أو التلفاز، وفي حال عدم توفر هذا المكان، ارتدِ سماعات الرأس من النوع العازل للضوضاء.
  • المدة: حدد المدة الزمنية التي ستعمل خلالها بعمق قبل البدء، ابدأ بفترات قصيرة حوالي 15 دقيقة، ثم أطل مدة الجلوس مع انتظامك في العمل بعمق لعدة أيام، تمثل هذه الطريقة تمرينًا لعضلات العمل العميق بحيث تصبح أكثر قوة مع مرور الوقت.
  • النظام: ضع إطارًا لنظام العمل العميق الخاص بك وقواعد ثابتة له، مثلًا، كم ملفًا تنوي الانتهاء من مراجعتهم، أو عدد الكلمات التي ينبغي أن تكتبها، بالإضافة إلى تحديد هل سيكون جوالك مغلقًا أم لا؟
  • متطلبات أخرى: ستعرف هذه المتطلبات بعد فترة من ممارسة العمل العميق، إذ ستصل إلى أفضل المحفزات التي تساعدك على التركيز، مثل مشروب مفضل، أو الاستماع إلى أصوات الطبيعة ..إلخ.

كيف تتعرف على المشتتات التي تسبب لك ضعف التركيز وقلة الإنجاز؟

يلخص المؤلف مشتتات العصر الحالي في نوعين، غالبًا ما نقع في فخ أحدهما أو الاثنين معًا وهو ما يجعل ساعات العمل العميق أقل جودة وفعالية، هذه المشتتات هي مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الترفيه، ووضع المؤلف حلولًا للتخلص من قيود هذين النوعين من المشتتات، تضمنت الآتي:

  1. توقف عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي

يقترح الكتاب أن تغلق جميع حسابات الاجتماعية لمدة ثلاثين يومًا، بما في ذلك حذف تطبيقاتها من الجوال، مثل تويتر، وانستقرام، وسناب شات، وتيك توك ..إلخ، ثم قيّم تجربة التوقف بالإجابة عن هذه الأسئلة:

  • هل كان سيحدث فارق إيجابي ملحوظ خلال الشهر الماضي لو لم أتوقف عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي؟
  • هل اهتم أحد بغيابي عن هذه المواقع؟

أعد تقييم احتياجك للحسابات الاجتماعية في ضوء هذه الأسئلة، لتتأكد أي منها دعائم أساسية في حياتك وأيها تسلية فارغة فقط.

  1. ابحث عن الترفيه بعيدًا عن الإنترنت

اعتاد الناس قضاء أوقات الفراغ والترفيه على الإنترنت، لتصفح مواقع الأخبار ومشاهدة الفيديوهات وأنواع المحتوى المختلفة، وقد صممت هذه الوسائل الترفيهية بحيث تسرق الاهتمام والوقت بشراهة ودون أي وعي، فمن خبر لآخر ومن مسلسل لآخر ..إلخ، كما أن لها نفس التأثير السام في تقليل كفاءة العمل العميق في الساعات أو اليوم التاليين.

لذلك ينصح الكتاب بضرورة التخطيط المسبق لكيفية قضاء أوقات الراحة والفراغ، مثلًا بإعداد قائمة من الكتب لقرائتها، أو ممارسة الرياضة ..إلخ.

5 نصائح مهمة من كتاب العمل العميق Deepwork لمساعدتك في زيادة التركيز والإنجاز

5 نصائح من كتاب العمل العميق

فيما يلي مجموعة من أهم النصائح التي أوردها الكاتب لمساعدتك على توفير الوقت والذهنية الصافية للوصول إلى حالة العمل العميق:

اجعل التركيز هو الحالة الذهنية الافتراضية

حدد وقت معين مسبقًا لاستخدام الإنترنت واعتزله لباقي اليوم حتى بعد العودة إلى المنزل، بحيث تكون الحالة الذهنية الافتراضية لك هي البقاء حاضرًا ومركزًا بعيدًا عن تشتيت الإنترنت. لمساعدتك على حصار الإنترنت في يومك، احرص على ما يلي:

  • اختر المدة الزمنية التي ستخصصها للرد على الرسائل بدلًا من فحص تطبيقات المراسلة والبريد الإلكتروني كل بضع دقائق.
  • قاوم رغبتك في استخدام الإنترنت بحجة متابعة أمر ما أو غيره، واستمر في العمل العميق أو مارس نشاط آخر بعيد عن الإنترنت.
  • احظر مواقع الويب المشتتة لانتباهك باستخدام أحد أدوات حظر المواقع.

 صنّف المهام إلى عميق وسطحي

المهمة التي تحتاج إلى اهتمام مركز أو تدريب وتعليم متخصص أو تضيف قيمة مهمة أو يصعب تكرارها، هي من نوعية المهام العميقة، التي تحتاج إلى أن تفرغ  لها وقتًا واهتمامًا بدرجة أعلى، أما المهام الأخرى التي لا تستوفي أيًا من هذه الشروط، مثل فحص البريد الإلكتروني، وملء جدول البيانات، والرد على رسالة في سلاك، فهي مهام سطحية ضعها في ذيل أولويات التركيز واحرص على تقليلها، واحتوائها أو تفويضها للغير قدر الإمكان.

ضع إطارًا زمنيًا ضيقًا

عشنا هذه التجربة مرة أو أكثر من قبل سواء في الدراسة أو العمل وثبت نجاحها، كأن تضطر إلى الانتهاء من تقديم بحث قبل تسليمه بيوم واحد فقط، أو إنجاز مشروع قبل موعد تسليمه ببضع ساعات. تقوم هذه النصيحة على فرضية أن ضيق الوقت ودخول سباق مع الزمن يضطر المخ إلى التركيز العميق واستخدام قدراته بأعلى كفاءة لإنهاء المهمة المطلوبة.

لذلك ضع إطارًا زمنيًا أضيق من المعتاد لمهام العمل، فمثلًا المهمة التي اعتدت إنجازها في 4 ساعات، خصص لها ساعتين أو ثلاثة فقط. اختر مدة ليست مستحيلة مرة واحدة أسبوعيًا، ثم قلل المدة مع مرور الوقت وكررها أكثر من مرة في الأسبوع، إذ تعمل هذه الطريقة بمثابة تدريب لمراكز الانتباه في المخ على تكثيف قدراتها.

درّب ذهنك على التفكير بعمق

يتصور البعض أن استغلال كل دقيقة من اليوم هي الطريقة المثلى للاستفادة من اليوم، إلا أن المؤلف يرى ضرورة أن نخصص وقتًا لتفريغ عقلنا من أجل التفكير، فمثلًا بدلًا من الاستماع إلى حلقة بودكاست أثناء قيادة السيارة، أفسح المجال لعقلك لكي يفكر بحرية فيما يشاء دون توجيه للتركيز في عمل ذهني معين.

على سبيل المثال، خصص مرتين أو ثلاثة أسبوعيًا من أوقاتك للتفكير المثمر في مشكلة صعبة والتأمل في كيفية حلها، يساعد هذا التمرين عقلك على تحسين قدرته على التفكير العميق ويركز انتباهه على شيء واحد بصفاء ذهن.

تقبل الملل

الملل هو قرين أي عمل مفيد أو علم نافع، ومهارة قبوله والصبر عليه من أهم المهارات التي يمتلكها الناجحين والرواد، وما من شك في أن الشعور بالملل سيهاجمك أكثر من مرة كلما هممت بالعمل بعمق، لذلك قاوم هذا الشعور واصبر واستمر في العمل، وستتحسن قدرتك على التركيز والمثابرة مع الاستمرار والمداومة.

فكر في أن الملل هو دواء الكبار، أما الصغار فهم يبحثون عن التسلية والمتعة سواء في التعلم أو الطعام أو الرياضة ..إلخ، ثق بأن مقاومتك للشعور بالملل ستجني منها درجة عالية من التركيز والانغماس وبالتالي مزيد من الإنجاز.

في ختام الحديث عن الكتاب، بقي أن نشير إلى أن النجاح في عالم اليوم يتناسب طرديًا مع تحسين الإنتاجية وبالتالي القدرة على تنفيذ العمل العميق Deepwork في الحياة والعمل، تطرقنا إلى أبرز الاستراتيجيات والنصائح، والآن جاء دورك لدمجها في روتين حياتك اليومي.

بيزات منصة متكاملة لإدارة الموارد البشرية ومسير الرواتب في السعودية

تمكنك منصة بيزات من أتمتة إدارة الموارد البشرية ومسير الرواتب، من الترحيب بالموظفين وحتى احتساب نهاية الخدمة؛ وتقدم لموظفيك تجربة استثنائية بمعايير عالمية.

Abdelkarim Aridj
Abdelkarim Aridj

مقالات ذات صلة